اشرف عبدالسميع محروس
عدد المساهمات : 7 تاريخ التسجيل : 09/06/2013 العمر : 56
| موضوع: ماذا نتعلم من الرياضيات الأحد 9 يونيو - 17:28:47 | |
| الكثير ممن لم يتمكنوا من دراسة الرياضـيات في مسيرتهم التعليمية، أو من الذين درسوها لكنهم ـ لسبب أو لآخر ـ لم يتذوقوها، يعتقدون بأنها أرقام ورموز جرداء لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن عليهم أن يحفظوها كما هي، ثم يقومون بنسخها في ورقة الإجابة ليكونوا من الناجحين، بعد ذلك ينسون كل ما درسوه من هذه المادة، ويتركوها لأصحابها داخل أسوار المدارس التي تخرجوا منها، وينخرطون في الحياة العامة، وما هي إلا بضع سنين حتى يجدوا أنفسهم في أعلى درجات السلم الوظيفي دون فهم للرياضـيات، لا بل إنهم سرعان ما يكتشفوا بأنهم حققوا تقدماً أكثر من الذين درسوها وفهموها، فيزدادون غطرسة فوق جهلهم!. هؤلاء الناس ينسون أو يتناسون أن للرياضـيات أبعاد اجتماعـية تؤثر في سلوك الفرد والمجتمع، فهناك فرق بين من يدرس ويستنتج ويكتشف أهمية العدل والمساواة واحترام الآخر، وبين من يردد هـذه الكلمات عن ظهر قلب يحفظها كما حفظ الرياضـيات، من أجل هـؤلاء سأوضح لهم أهمية وتأثير الرياضيات على السلوك الإنساني في المجتمع من خلال بعض الأمثلة!. من خواص المتباينات قال تعالى “ورفعنا بعضـهم على بعـض درجات” أي أن الله خلق الناس متفاوتين في كل شيء، في القوة والذكاء والغنى والجمال، فهم كالأعداد تماماً، فكل ما ينطبق على الأعداد سينطبق على البشر، فمثلا: 5 > 3 وتقرأ : 5 أكبر من 3 تسمى متباينة، ومن خواص هذه المتباينة أنه إذا ضـربنا كلا من طرفيها بعدد موجب، وليكن (4 مثلا) تصبح :20 > 12 ، أما إذا ضـربنا كلا من طرفيها بعدد سالب وليكن(- 5 ) مثلا تصـبح: – 25 < – 15 فماذا نلاحظ؟. نلاحظ أننا إذا ضـربنا طرفي متباينة بعدد موجب، فإننا بذلك نكون قد احترمنا هـذه المتباينة ( أي أننا حافظنا على اتجاها، فالصغير فيها يبقى صغيراً، والكبير فيها يبقى كبيراً)، أما إذا ضـربنا طرفي هذه المتباينة بعدد سالب، فنكون بذلك قد أهـنا هذه المتباينة ولم نحترمها ( أي نكون قد غيرنا من اتجاها، فإذا كانت أصغر أصـبحت أكبر، وإذا كانت أكبر أصـبحت أصغر). هذه متباينة تُحترم عند ضـرب طرفيها بعدد موجب، وتهان عند ضـرب طرفيها بعدد سالب، فما رأيكم بالمتباينة الإنسانية الربانية؟. لن ينزعج الإنسان من التباين بين الناس، فهو من خلق الله، لكن ما يزعجه هو إهانته وسلب حريته والتقليل من شأنه، فاحترام الإنسان لأخيه الإنسان يكون بتعزيزه وتشجيعه ومساعدته للوصول إلى أهدافه ـ مهما كان موقعه الاجتماعي ـ يبقيه إنساناً راضـياً قانعاً مؤمناً، أما إذا أهين وسلبت منه حريته وإرادته فسيساوره الشك في كل شئ!.[b] | |
|